هل تسعى دمشق لجيش “محترف”؟

Is Damascus seeking a “professional” army
Icon from Carbon by IBM - undefined

محسن المصطفى، الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية، يرى أن بناء جيش محترف في سوريا أمر بعيد المنال، إذ يقوم الجيش على الولاء في التعيين والترقية بدلًا من الكفاءة والاحترافية، رغم امتلاكه هيكلًا تنظيميًا ذا طابع شرقي. ويعتبر أن العنصر البشري هو العقبة الأساسية أمام أي تحول نحو جيش محترف.

“يمكن لأي جيش أن يكون محترفًا، ولكن يجب أن نتساءل كيف، ولماذا يكون الاحتراف مطلبًا، إن جيش النظام يملك بنية جيش احترافي ويعتمد التشكيل الشرقي في تقسيم وحداته، ولكن الفكرة الأساسية هنا بالعنصر البشري فيه، الذي يجعل من الصعب أن يتجه نحو جيش محترف”.

محسن المصطفى، باحث في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”

ويؤكد أن سلسلة القيادة في الجيش السوري تعرضت لتأثيرات كبيرة منذ عام 2011 بفعل التدخلين الروسي والإيراني، سواء عبر القنوات الرسمية أو شبكات النفوذ غير الرسمية، ما أدى إلى إضعاف مركزية القرار وصعوبة التحكم ببعض الوحدات. ورغم بقاء بشار الأسد متحكمًا رسميًا بسلسلة القيادة، فإن هذا التحكم يخضع عمليًا لتوازنات يفرضها الحلفاء.

ويشير المصطفى إلى أن إيران لا تهتم بإعادة هيكلة الجيش بل تركز على استقدام الميليشيات وتوقيع اتفاقيات تسمح لها بالانتشار والتوريد العسكري، بهدف إبقاء النظام غير قوي دون انهياره. أما روسيا فقد بدأت خطوات لإعادة الهيكلة، لكنها واجهت مقاومة من النظام نفسه وتباطأت جهودها بفعل الحرب في أوكرانيا. اقتصاديًا، يوضح أن إجراءات “الهيكلة” الجارية إدارية ومنخفضة الكلفة، مع احتمال وجود تمويل خارجي محدود لإبقاء الجيش قائمًا، فيما تظل صفقات التسليح الثقيلة خارج قدرة النظام الحالية.

نشر في:
Image2023-12-24